نهاية صراع الشرق الأوسط (2) :كيف ستبدو تسوية إسرائيلية – فلسطينية شاملة
|

To access this report in English, please click here.
اولا- المقدمــــــــــــــــة
إن هذا التقرير الصادر عن المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات هو واحد من ثلاثة تقارير تم نشرها في وقت واحد تقترح على الأطراف المعنية و المجتمع الدولي بأسره خطة شاملة لتسوية النزاع الإسرائيلي – العربي1 ففي التقرير الأول وهو بعنوان "التوصل إلى تسوية عربية- إسرائيلية سلمية شاملة"، حاولنا، أن نبرهن على أن الأساليب التي تعتمد على الاستعادة التدريجية للثقة، أو وقف العنف المسبق، والإصلاح الفلسطيني الجوهري، أو الخطوات السياسية المتزايدة المختلفة جميعها غير كافية لتغيير الديناميكية الأساسية التي تدعم الصراع وتغذيه. وقدر ما نتمنى خلاف ذلك فإننا نخشى بأن اللجوء المروع للعنف الإرهابي ضد الإسرائيليين والعمليات الهجومية التي تشنها إسرائيل على نطاق واسع والتي تعمل على تدمير كل أمل على الجانب الفلسطيني، لن تتوقف بواسطة هذه الوسائل.
وبدلا عن ذلك، نوصي اتباع أسلوب يعمل، في الوقت الذي يستمر فيه الجهد للوصول إلى وقف لإطلاق النار، على تحسين الوضع على الأرض وإصلاح المؤسسات الفلسطينية وإعادة بناء اقتصادها المحطم، والسعي إلى معالجة القضايا السياسية الجوهرية الظاهرة (البادية للعيان)، ويتمثل في أنه يتوجب على المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أن يبادر الآن إلى وضع إستراتيجية للتسوية الشاملة، ويجب أن يشمل ذلك
ليس فقط المسار الإسرائيلي-الفلسطيني، على الرغم من أنه من الواضح، وقت نشر هذا التقرير، أنه يمثل المشكلة الأكثر إلحاحا وخطورة والتي تتطلب اهتماما رئيسيا، ولكنه يشمل أيضا المسارين الإسرائيلي-السوري والإسرائيلي-اللبناني، واللذين في حال تركهما دون حل، سوف يحولان دون تحقيق المصالحة الشاملة الضرورية بين إسرائيل والعالم العربي، إن ما هو ضروري في تقدير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات لتسوية هذه المشاكل الأخيرة هو موضوع التقرير الثالث وهو "إسرائيل وسوريا ولبنان – كيف يمكن لتسويات السلام الشاملة أن تبدو".
في التقرير الحالي، الثاني من التقارير الثلاثة، وهو "كيف يمكن لتسوية سلام إسرائيلية-فلسطينية شاملة أن تبدو"، نورد بالتفصيل مقترحاتنا حول مضمون كل اتفاقية ثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين واتفاقية متعددة الأطراف مرتبطة بها، حيث سيكون الموقعون عليها بالإضافة إلى الأطراف فيها هم اللاعبون الدوليون الجوهريون - الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة "الرباعي"، والمساندون الإقليميون الرئيسيون للاتفاقية الثنائية، وهم مصر والعربية السعودية والأردن "الثلاثي" - مع جهات أخرى وفقا لما هو مناسب.
فيما يتعلق بعناصر التسوية الثنائية، فقد انهمكت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في مباحثات مكثفة مع الإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم من المجتمع الدولي لعدة أشهر. إن شروط التسوية المبينة هنا تعكس أفضل تقييم لنا حول ما يمكن أن يقبله الجانبان على أساس أنه عادل وشامل ودائم، وحول ما يمكن في نهاية المطاف أن يبدو عليه اتفاقهما على وجه التقريب.
إننا نقترح أن تقوم مجموعة اتصال دولية تتزعمها الولايات المتحدة، بحيث يكون أعضاؤها الجوهريون هم الأطراف الموقعة المشار إليهم أعلاه، بعرض هذه الشروط الخاصة بالتسوية الثنائية على الطرفين، فلن يكون هناك مجال لفرضها على إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنه سيتم تأييدها ودعمها علنا وبقوه لدى زعمائها وجماهيرها.
|